احبتى فى الله من منا لا يذنب ومن منا لا يخطىء فى حق ربه
ولكننا بمشيئه الله بعد ان تحدثنا عن عذاب النار ونعيم الجنه وبعد ان توقفنا فى حديثنا عند التوبه لله عز وجل يجب ان يكون هناك خطوات ايجابيه واول اهدافنا فى هذه الخطوات ارضاء الله والفوز بمحبته واول اهدافنا
هى فريضه من اهم فرائض هذا الدين
فريضه هى أول ما يحاسب عنها المسلم يوم القيامة
فريضة إن صلحت صلح سائر العمل كله وإن فسدت فسد سائر العمل كله
فريضة قد أفلح من أداها بخشوع
فريضة هي صلة بين العبد وربه
فريضة تنهى عن الفحشاء والمنكر
فريضة تشتكي إلى الله عز وجل ممن هجروها وتركوها وأهملوها"إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً"نعم أخي ،،إنها الصلاة آخر ما وصى به نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يودع الدنيا
فهو امر
أخاطب به كل من أحب الجنة وإن لم يعمل لها أخاطب به كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإن كان لي من أمل ،، فهو أن لا تسمعه بأذنيك فحسب بل اجعله
حديث القلب إلى القلب
أخي الحبيب في موقف القيامة ،، في ذلك الموقف الرهيب ذلك الموقف العصيب ذلك الموقف الذي وصفه الله تعالى بقوله:"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " ذلك الموقف الذي ينسى فيه الابن أباه ،، ينسى الأخ أخاه ،، وتنسى البنت أمها ،، وتنسى الأخت أختها كلٌ يقول نفسي نفسي .. يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
"ذلك الموقف الذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم دنو الشمس فيه بقوله:
"تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل"
قال صلى الله عليه وسلم:"سيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه -أي خصره- ومنهم من يلجمه العرق إلجاما"وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه"
ذلك الموقف الذي فيه تصير قلوب العباد .."لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ"من خوفهم مغمومين مكروبين مهمومين .."وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً "فلا إله إلا الله ،، ما أشده من يوم ..ولا إله إلا الله ،، ما أصعبه من موقف ..
ولكن أخي ،،في تلك الأحوال ،، وفي تلك الأهوال ..هناك أناس قد اطمأنت نفوسهم وقلوبهم وأمنوا حر ذلك اليوم وشدائده ..أتدري من هم ؟؟؟!!!إنهم الذين تفيئوا ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ..قال صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ....."
وذكر منهم رجلٌ قلبه معلق بالمساجد
أخي ،، وفي اليوم نفسه وفي الموقف ذاته هناك أناس على النقيض من أولئك الأخيار استمع إلى ربك وهو يصفهم:
"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)"ومن هؤلاء المجرمين أناس كانوا عن الصلاة ساهين لاهين غافلين"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49)"
فما حالهم وهم يساقون إلى العذاب الشديد "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً"
وما حالهم وهم يلقون في جهنم وهي تزفر قائلة:هل من مزيد ،، هل من مزيد
"يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ"
وما حالهم وهم يضربون فيها بمقامع من حديد .."كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ"وما حالهم وهم يأكلون الزقوم ويشربون الصديدوالله إنهم لبئس الخلق ولبئس العبيد
"وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
ومن الناس من لا يصلي إلا الجمعة فقط ،، بعضهم يقول الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما نقول لهم كلامكم صحيح ولكن اقرؤوا الحديث كاملا ..يقول صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان
مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"وترك الصلوات الخمس ليس كبيرة فقط بل هو من أكبر الكبائر ،،
بل هو كفر بالله
وقد يكون معك في بيتك أو عملك أو مدرستك من يتهاون بأداء الصلاة ومن يتركها بالكلية وهؤلاء الناس فيهم الخير
لكنهم بحاجة للنصح والتذكير ..هؤلاء يا أخي يحبون الجنة ولكنهم أضاعوا طريقها فهل فكرت يا أخي في مساهمة جدية لدلالتهم على طريق الحق والصواب والهداية ؟هل أهديت أحدهم شريطاً أو كتيبا ؟هل ذكرت احدهم بالله؟ وبيوم الوقوف أمام الله ؟؟ تذكر أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها."
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
تذكر قول الحبيب المصطفى: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة, من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :"لأن يهدي بك الله رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم"
أما لك عين تدمع على التخلف عن المصلين؟
أما آن لقلبك القاسي أن يلين؟
أما سمعت قول رب العالمين: "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ"
فماذا أعددت لملاقاة الملك الجليل
تحب الجنة .. أليس كذلك ؟ فماذا قدمت لتدخلها ..
إعلم يا أخي أن من أهم صفات أهل الجنة المحافظة على الصلاة .."وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)"وقال تعالى:"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)"
فيا أخي ..يامن تهاونت بالصلاة .. أما سمعت قول رب الأرض والسماء: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً"وهل تدري ماذا قيل في معنى (غيا) ؟جاء في تفسير ابن كثير أنه واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم ..وقيل هو واد في جهنم من قيح ودم ..ولك أن تتصور أهل هذا الوادي وهو يعذبون فيه ..
وقال اين مسعود رضي الله عنه وغيره: ليس معنى (أضاعو) تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها ..
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر .. ولا العصر حتى تغرب الشمس .."فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)"
ولك أخي أن تفرق بين هؤلاء الذين تابوا وأولئك الذين ضيعوا الصلاة.وتأمل يا من فطرت على الإسلام في هذه الآيات التي ستأتي ..تخيل أهل الجنة وهم في الجنة ،،
يوم يسألون عن أهل النار ،، وانظر جواب أهل النار .."كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[38] إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ[39] عَنِ الْمُجْرِمِينَ[41] مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ[42]"ما الذي جعل مصيركم هذا العذاب في هذا الجحيم ؟ "قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[43]وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ[44]وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ[45]وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ[46]"وهل تبتم ؟ وهل رجعتم ؟ كلا ،، بل تمادينا في ذلك .. "حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ.." أي الموت .."فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ"فهؤلاء قوم شقوا في دنياهم وأخراهم ..عاشوا على غير الهداية والإيمان ..وماتوا على غير طاعة الرحيم الرحمن ..
فأعرض الله عنهم يوم القيامة وسحبتهم الملائكة الغلاظ الشداد على وجوههم إلى النيران ..
وفي وقت أزلفت -أي قربت- فيه الجنان لأهل التقوى والإحسان .."إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)"
استمع يا أخي إلى حكم من مات وهو لا يصلي .. قال بعض أهل العلم:أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين إذاً ماذا نصنع به ؟قالوا: نخرج به إلى الصحراء وندفنه في ثيابه لأنه لا حرمة له
فيا إخواني .. يا من تخافون النار .. البدار .. البدار إلى التوبة والاستغفار .. وإن كانت ذنوبكم كثارا ..استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلاً وهو الرحيم الغفار ..
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
ولا يقل أحدكم إن الله لم يكتب لي الهداية والتوبة.
فإن قال ذلك .. فإننا نقول له: إنك لو طلبتها لوجدتها .
.يقول تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"
أم تنتظر أن تقدم لك الهداية على طبق من ذهب؟!
وإن كان من شيء احذرك منه .. فإني أحذرك "سوف" لا تقل سوف أتوب فإنك لا تدري متى تموت.